منتديات جمال البحرين
اهلا بك زائرنا الكريم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات جمال البحرين
اهلا بك زائرنا الكريم
منتديات جمال البحرين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا Empty وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا

مُساهمة من طرف عبير الورد الجمعة يناير 12, 2018 8:24 pm

إن من أسباب سقوط الحضارات وانهيار الأمم يرجع إلى ضعف القوة الخلاَقة في الأقلية الموجِهة وانقلابها إلى سلطة تعسفية ، ثم ذكر من الأسباب الانشقاق وضياع الوحدة في المجتمع .
ومن المعروف عند علماء الاجتماع خاصة المسلمين منهم أن سقوط الأمم لم يكن إلا بفعل العوامل الداخلية وسجل ذلك القرآن بقوله تعالى :

( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) 
وما العوامل الخارجية إلا متممة للعوامل الداخلية ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) .
إن أكبر عامل من عوامل الانحطاط لدى الأمم والشعوب هو الظلم بكافة أشكاله وأصنافه بحيث يؤدي ذلك إلى  فقدان التوازن في كافة مجالات الحياة وعلاقة الإنسان مع نفسه ومع الله ومع الناس ، فما يصيب الحياة اليوم من أسن وتضاد وتنافر وشعور الإنسان بالظلم وما يجري من فتن داخلية تموج كموج البحر إلا نتاج الظلم الذي يمارس على البشر ولم يسلم منه حتى الحيوان والحجر 
( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) .
انك لو أجريت دراسة واعية متأنية عن أسباب القحط والفقر والجوع وموت الإنسان وهو واقف من شدة القهر حتى الاحتباس الحراري وتغير عوامل الطبيعة وبالرجوع إلى آيات الكتاب الحكيم لوجدت أن الظلم هو المؤدي إلى ذلك ،خاصة ما نرى ما يمارس بحق الإنسان من جشع الكبار ومن عسفٍ وخسفٍ بحق الضعفاء، وكل ذلك تقترفه يد الإنسان بحق أخيه الإنسان .
ولقد أرسل الله الإنذارات إلى أمم سابقة ومنها آل فرعون ، وهي كثيرة وعديدة بآيات واضحة دالة على وجود الله وقدرته جعلت آل فرعون يعودون عن غيهم وظلمهم مؤقتاً ، ولكنهم سرعان ما عادوا إلى سيرتهم الأولى ؛ إلى الظلم والفساد والإفساد .. ولما اعذر الله إليهم ولم يبق لهم أي عذر سقطت الحضارة الفرعونية وفق نفس السنة والقانون الإلهي الذي سقطت به كل الحضارات قبل ذلك بعد أن حادت عن جادة الصواب .
لقد سقطت حضارة آل فرعون سقوطاً مريعا لم تعد تقم لهم أية قائمة بعد ذلك وهلك فرعون وآله وجيشه وأعوانه هلاك استئصال وتلك هي عاقبة الظالمين .
ولعل ما يمارس اليوم في عالمنا العربي والإسلامي من ظلم تشعبت فنونه وألوانه لم يكن بعيداً عن أية امة من الأمم الأخرى ، فسنة الله جاهزة للتطبيق في أية لحظة ، حتى لو صام الناس وصلوا وزعموا أنهم  مسلمين ، فقد كان من أسباب هلاك الامم التي ظلمت ان يكون ظلمها وفسادها جماعيا لا فردياً ، وهو الظلم العام الذي يشمل كل العلاقات الإنسانية والشخصية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية حيث يقنن للظلم قوانينه ويحرس هذا الظلم والفساد بقوة السلاح، وبسلطة القانون حيث يتم استخدام المؤسسات التشريعية والقضائية وغيرها من المؤسسات والسلطات لتشريع قوانين حماية الظلم والفساد ، فإن ذلك مؤذن بدمار واسع وخراب شامل ، ومعروف أن الحضارتان اليونانية والرومانية قد انقرضتا عندما أصبح الفساد يمارس علنا وأبيح للإنسان الخروج الى الشارع عارياً ، ومورس الزنا والموبقات ، كل ذلك تحت سمع وبصر أولي الأمر ، وحتى الحضارة الإسلامية في بغداد كان من أسباب انهيارها واستباحة دماء المسلمين على يد هولاكو هو انتشار المعاصي والذنوب وتفشي الظلم واهانة العلماء وحبسهم وتعريتهم وضربهم بالسوط وسط الأسواق والسفهاء والغلمان يتراكضون خلفهم ، وغيب أهل الورع والفضل وقدم أهل الفسق والمجون ، ولعل المؤرخ الألماني ( شبينغلر ) كان قد أشار هو أيضا الى أن خروج المرأة من البيت هو المنعطف الخطير الذي سيؤدى بالحضارة الغربية الى الانهيار ، ولقد رأينا أن الزنا يفتح على كل الأبواب ، ورأينا القوانين الغربية ، وللأسف العربية والإسلامية المستمدة من تلك القوانين لا تعتبر الزنا جريمة إن كان ذلك بالتراضي ، ووصل الحد ببعض الدول حيث تعتبر الزواج الشرعي نوع من التخلف ، واذا جامع الرجل زوجته رغماً عنها فيعد ذلك اغتصابا وجريمة كبرى يستحق بذلك السجن لسنوات قد تطول .
ولقد أحس الإمام حسن البصري بقلبه وبصيرته خطورة الفساد والظلم في المجتمعات حين قال : " لا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ، ولكن ادفعوه بالتوبة إلى الله عز وجل "
اما مالك بن دينار ذلك العالم المتبصر فقد قال عندما رآى أهل البصرة قد عادوا من صلاة الاستسقاء ولم يمطروا ، فقال : " سبحان الله تستبطئون المطر ، والله إني لأستبطئ الحجارة من السماء "
إن من الذنوب بل من الجرائم ما لا يكفره التوبة والاستغفار ، ( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ) ، فلقد تعددت صور الظلم في مجتمعات المسلمين وتنوعت وخرجت عن كل عادة وعرف ، بل ودخلت أحيانا في العادات يمارسها الناس ولا يستنكرونها .
إن الخروج من موجة الظلم والفساد والتي تحولت إلى عاهة مستديمة وأمراً مستعصيا لا يكون بتشكيل لجان التحقيق الصورية من رجال غرقوا في وحل الفساد أو إعادة تشكيل حكومة أو تعديل وزارة ، بل يكمن في القدرة على لجم الفساد ومحاربة المفسدين ، وذلك بإعادة الاعتبار إلى أهل التقوى والورع والدين وأصحاب التخصص قليلي الطمع الغيورين على مصلحة الامة مما يكفل تفعيل القوانين الخاصة برفع الظلم عن الناس وانهاء حالة الفساد. 
إن ما يصيب الأمم قبل مرحلة الانهيار التام والسقوط النهائي هو الانهيار الداخلي وذهاب قوة الأمة وعزتها ، وهوانها على الأمم الأخرى تستجدي حقها من عدوها ، في حين تحارب أبناءها وتقاتل أهلها ، لان الأمة  عندما تذوب في غيرها وتسارع في عدوها وتنحي شخصيتها المعنوية والروحية ، فاقرأ عليها الفاتحة وكبر أربع تكبيرات .
إن نصرة المظلوم ووقف حالة الانهيار من فرائض الدين ، فسيدنا عمر المشفق على نفسه من دابة إذا عثرت في ارض العراق كيف سيحاسبه الله عنها ، فكيف والعراق كله وما حوله بل الامة كلها اليوم هي امة عاثرة متعثرة .
ان من طرائف ما قرأت في مقدمة ابن خلدون أن من أسباب سقوط الحضارات هو تدني الحس الغنائي في المجتمع ..! فكيف إذا تدنى الحس الإيماني والحس العقائدي والحس الذوقي والحس الاجتماعي وصار الدين مجرد شعيره وعادة .. 
انك تضحك بحزن على ذلك اللص بعد أن يجهز شنطته الخاصة بالجريمة يضع فيها السكين والساطور والحبال وبعد أن وضع خطة الاقتحام يخرج من بيته بلسان ذاكر " يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم يا ميسر كل أمر عسير .. " ، ثم بعد ذلك يرتكب جريمته ثم بعد مدة يخلى سبيله لحسن السيرة والسلوك لتدرك مدى الخلط والإلتباس الذى يعيشه كثير من الناس.
لقد زارت بعض الفنانات بلادنا فاستقبلن استقبال فاتحي الأندلس ، في حين أن خيرة الخيرة من أبناء الأمة مغيبون وراء عوالم وحواجز لا يعلمها إلا الله ، فهل بعد هذا الظلم من ظلم .
إن ما يصيب امتنا اليوم من أسباب الهوان لهو عذاب الدنيا ، فماذا سيكون عذاب الآخرة بين يدي من لا يغفل ولا ينام .. ورحم الله رجال الحس والإيمان كيزيد بن حاتم الذي كان يقول " ما هبت شيئاً قط هيبتي من رجل ظلمته وأنا اعلم أن لا ناصر له إلا الله ، فيقول حسبي الله بيني وبينك " . هذا يزيد بن حاتم فكيف بمن إذا قلت له حسبي الله ضحك وسخر وقال دعونا نرى ماذا سيفعل لكم الله !!
قال بعض أصحاب الحكمة : " اذكر عند الظلم عدل الله فيك ، وعند القدرة قدرة الله عليك ، ولا يعجبك رحب الذراعين سفاك الدماء فإن له قاتلاً لا يموت " .
إن على أهل الحق اليوم في كل عالمنا العربي والإسلامي أن لا ييأسوا من رحمة الله ومن قدرته على تغيير الواقع إذا صدقوا مع ربهم ، وكما قال ذلك الداعي : اتركوا أهل الظلم لدعاء السحر وسهام القدر ، ثم واستمع إلى قول من قال :

إذا جار الأمير وحاجباه *** وقاضي الأرض أسرف في القضاء
فويـل ثـم ويل ثــم ويل *** لقاضي الأرض من قاضي السمــاء
أما عند الله : ( إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار .. ) . 
بقى القول والتذكير بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس وأن الساكت عن الظلم والمشارك فيه ظالم أيضا ، ولقد جاءنا النذير من رسولنا الكريم (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يعمكم بعقاب من عنده ) .

التوقيع
وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا Sobhan10
عبير الورد
عبير الورد
عضو مجتهد
عضو مجتهد
عضو مفضل
جائز التسجيل في المنتدى

الدولة : مصر
المشاركات+ : 1074
نقاط الخبرة+ : 11732
تاريخ التسجيل : 09/12/2017

http://marafe-aleman.forumegypt.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا Empty رد: وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا

مُساهمة من طرف jassim الجمعة يناير 12, 2018 8:25 pm

جزاك الله خيرا

التوقيع
lol!
jassim
jassim
المدير العام
المدير العام
عضو مفضل
جائز التسجيل في المنتدى

الدولة : مملكة البحرين
المشاركات+ : 18887
نقاط الخبرة+ : 14370
تاريخ الميلاد : 03/07/1996
تاريخ التسجيل : 17/03/2017
العمر : 27

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى